匁 موقف استوقفني ... كم ظلموا المرأة المصرية 匁
دائما ما تجذبني أدق التفاصيل، أشعر إنني خلقت فقط لأظهر الجمال الدفين داخل تلك التفاصيل
- اليوم، رأيت بائعة سمك بالطريق، ألفاظها قاسية التعبير، تنادي الجميع بصوت غليظ يشبة صوت رجل في هندام أنيق، تعتلي كتفيه بعض النجوم و النسور، و يشع بالرجولة المدوية، رغم إنها لم تعتلي يوما تلك القامة العليا.
- نظراتها كالصقور لا تبحث عن فريسة، و لكن تخشى عبث الذئاب و قربهم من ذاك المحيط البسيط.
- تصوب فكرها نحو أكثر من مشتري، كسهام تطلق في أكثر من طريق دون تشتت أو تفكير كثير، بل تعلم الوجهة التي تريد إليها المسير
- و عندما التفتت إلى المشترين، لفت نظري ذلك الخلخال البسيط الذي يزين قدماها مع طلاء أظافر أحمر اللون مثير، قد لا يكلف أكثر من 5 جنيهات !!
- تذكرني بذلك المشهد العظيم في كل فيلم قديم، لفتاة ريفية طاغية الأنوثة، بالدلال تهيم على ضفاف نهر النيل.
- فهل أصبح مفهوم الأنوثة في مجتمعنا إلى هذا الحد سقيم !!؟
- فهل أصبح مفهوم الأنوثة لا يستطع أن يطمح لأكثر من 5 جنيهات فقط !!؟
- فهل أصبح مفهوم الأنوثة يتلخص في 5 جنيهات ادخرت من انفصام ليلي و نهاري لو تعلمون عظيم !!؟
- ثم يأتي أحد المدللين المرفهين العابثين بكلمات ناتجة عن عقل في عهرة الفكري طريح !!
قائلا: سيدات مصريات يرتدين زي الغفير
- ف لو تعلم أيها السفية، إن السيدات المصريات لم يتمنين يوما ارتداء زي الغفير،
و لكنهم نهارا يغلبن أعظم وزير في العمل و الصحة و التعليم
- مستترين خلف زي غفير يعوض لهم من الرجولة، ما أنت بها عليهم بخيل !!
- هن على أقدامهن في الشوارع سائرين ليثبتوا عمدان ذلك البيت الصغير الذي تعيش فيه، كنزيل مقيت ناكر للجميل.
- ليلهن صباح و صباحهن ليل مظلم سئيم، يحملن فيه ما لا طاقة لهن به، فقط ليكملوا دور أنزل عليك منذ زمن بعيد، زمن لم يكن للرجولة فيه أي عذر سخيف
- و من ثم يتزين مساء كطائر العنقاء الرقيق، يكسوه من الجمال ما يجب أن يدوم للأنثى في هذا المجتمع الغريب،
و لكن في مجتمعنا هذا، دائما ما يكون طائر العنقاء الجميل على لقاء مع موت قريب كل صباح، ليعود مرة أخرى إلى زي الغفير
بقلم: سمر دهليز
Comments
Post a Comment