匁 موقف استوقفني ... كم ظلموا المرأة المصرية 匁



دائما ما تجذبني أدق التفاصيل، أشعر إنني خلقت فقط لأظهر الجمال الدفين داخل تلك التفاصيل ❤

- اليوم، رأيت بائعة سمك بالطريق، ألفاظها قاسية التعبير، تنادي الجميع بصوت غليظ يشبة صوت رجل في هندام أنيق، تعتلي كتفيه بعض النجوم و النسور، و يشع بالرجولة المدوية، رغم إنها لم تعتلي يوما تلك القامة العليا.


- نظراتها كالصقور لا تبحث عن فريسة، و لكن تخشى عبث الذئاب و قربهم من ذاك المحيط البسيط.


- تصوب فكرها نحو أكثر من مشتري، كسهام تطلق في أكثر من طريق دون تشتت أو تفكير كثير، بل تعلم الوجهة التي تريد إليها المسير


- و عندما التفتت إلى المشترين، لفت نظري ذلك الخلخال البسيط الذي يزين قدماها مع طلاء أظافر أحمر اللون مثير، قد لا يكلف أكثر من 5 جنيهات !!


- تذكرني بذلك المشهد العظيم في كل فيلم قديم، لفتاة ريفية طاغية الأنوثة، بالدلال تهيم على ضفاف نهر النيل.


- فهل أصبح مفهوم الأنوثة في مجتمعنا إلى هذا الحد سقيم !!؟


- فهل أصبح مفهوم الأنوثة لا يستطع أن يطمح لأكثر من 5 جنيهات فقط !!؟


- فهل أصبح مفهوم الأنوثة يتلخص في 5 جنيهات ادخرت من انفصام ليلي و نهاري لو تعلمون عظيم !!؟


- ثم يأتي أحد المدللين المرفهين العابثين بكلمات ناتجة عن عقل في عهرة الفكري طريح !!

قائلا: سيدات مصريات يرتدين زي الغفير 💔

- ف لو تعلم أيها السفية، إن السيدات المصريات لم يتمنين يوما ارتداء زي الغفير،

و لكنهم نهارا يغلبن أعظم وزير في العمل و الصحة و التعليم

- مستترين خلف زي غفير يعوض لهم من الرجولة، ما أنت بها عليهم بخيل !!


- هن على أقدامهن في الشوارع سائرين ليثبتوا عمدان ذلك البيت الصغير الذي تعيش فيه، كنزيل مقيت ناكر للجميل.


- ليلهن صباح و صباحهن ليل مظلم سئيم، يحملن فيه ما لا طاقة لهن به، فقط ليكملوا دور أنزل عليك منذ زمن بعيد، زمن لم يكن للرجولة فيه أي عذر سخيف


- و من ثم يتزين مساء كطائر العنقاء الرقيق، يكسوه من الجمال ما يجب أن يدوم للأنثى في هذا المجتمع الغريب،


و لكن في مجتمعنا هذا، دائما ما يكون طائر العنقاء الجميل على لقاء مع موت قريب كل صباح، ليعود مرة أخرى إلى زي الغفير 💞

بقلم: سمر دهليز

Comments

Popular posts from this blog

صرخات داخل صندوق !!

العميد طلعت الدرجيني: نحن قادة تصنع قادة و أجيال تسلم أجيال لبناء مستقبل مشرق.